تنقلت اللبنانية ميرنا يونس بين السلك المصرفي وإدارة الأعمال والعمل الدبلوماسي والمحاماة، لكنها اتخذت منحى مختلفاً تماماً في مسيرتها بافتتاحها في دبي أول فروع مجموعتها المتخصصة في عالم التجميل.
عن هذه المحطات التي تبدو متباعدة من حياتها تقول ميرنا يونس: أحب العمل كثيراً، أعمل منذ كان عمري 18 عاماً، كنت أدرس وأعمل في الوقت نفسه، عملت في السلك المصرفي، ثم الدبلوماسي في سفارة الكويت ببيروت. درست القانون وإدارة الأعمال بلبنان، وبعد إنهاء دراستي، بدأت أولى خطواتي للحياة العملية إلى أن فتحت مكتب محاماة خاصاً بي مكوناً من خمسة محاميين، وبعد فترة من عملي محامية، أصبحت المستشارة القانونية لبعض الشخصيات المهمة، وبعد ذلك قررت الانتقال إلى دبي وافتتاح مؤسسة للتجميل.
هذا التحول الذي قد يراه البعض غريباً من المحاماة إلى التجميل تقول عنه ميرنا يونس: ظروف الحياة هي التي تسير بك إلى عالم آخر لم تكن خططت له، ولكنني اخترت افتتاح مؤسسة للتجميل من بين مشاريع كثيرة حين وضعت قدمي في الإمارات، كونه لم يكن بالنسبة لي مجرد مشروع خاص بالجمال، وإنما هو فكر ورؤية ستغير من عالم الجمال.
وتؤكد أنها كانت واثقة من نجاح المشروع، وتضيف:
كلمة مستحيل غير موجودة في قاموسي، طاقتي إيجابية، ولا أميل إلى اليأس، فمن غير المعقول ألا يصل الإنسان إلى هدفه الذي وضعه نصب عينيه وسعى بكل ما أوتي من عزيمة وإرادة لتحقيقه، خصوصا أنه يمتلك الأدوات والطموح في وضع بصماته الخاصة.
لا تحب ميرنا يونس لقب «سيدة أعمال» كثيراً، بل تفضل، كمل تقول، أن تكون الناشطة الاجتماعية في مجال تمكين المرأة وترسيخ دورها الاحترافي، إلى جانب النهوض باحترافية عوالم الجمال في المنطقة العربية.
وتضيف: المكسب المادي لم يكن من ضمن أهدافي عندما قررت أن أفتتح مؤسستي، وأحببت أن أنقل من خلالها رسالة هادفة تخدم مجال التجميل، وأن تكون منبراً يعيد الاحترافية لهذه المهنة التي غلبت عليها التجارة، ولهذا قررت بأن يتخلل مشروعي جانب إنساني، وهو تدريب أمهر مصففي الشعر والمكياج من خلال الدورات التدريبية الدورية التي يخضع لها جميع موظفي المؤسسة بفروعها الأربعة على أيدي أمهر الخبراء في لبنان والعالم.

وترى ميرنا يونس بحكم تجربتها في مؤسسة «لاسيرين» أن المرأة الخليجية، خاصة الإماراتية، تمتلك مفرداتها المميزة فيما يتعلق بفكرة الجمال التي أصبحت تركز على البساطة وإبراز المظهر الطبيعي البعيد عن التكلف وذلك بفضل العقلية العلمية، والذوق الرفيع، والانتقائي، الذي بات من السمات الأساسية المكملة لدورها كسيدة مجتمع، وأم وزوجة مثقفة.

تحاول ميرنا يونس تشجيع بناتها على الاستقلالية في اختيار مسارات الحياة كما فعلت هي، وتقول عن ذلك: وضعت بناتي على المسار الصحيح متسلحات بالعلم والثقافة والانتماء للوطن العربي الكبير. وأعتقد أنني خلال مسيرتي قدمت لهن نموذجاً إيجابياً لتمكين المرأة، ودورها في المجتمع تاركة لهن الأبواب المفتوحة لكل الخيارات.

وهذا الأسلوب نابع من تجربتي، فإصراري على بناء ذاتي وطريقي الشخصي، بالرغم من أن والدتي شخصية معروفة بلبنان، ونجاحاتها معروفة، وأفتخر بها دائماً، لأنني أحببت أن أصنع نجاحي الشخصي الذي يعكس ما بداخلي من اهتمامات، فكل إنسان يمثل نفسه، ولهذا تجد أن انطلاقة حياة والدتي مختلفة عن انطلاقة حياتي بالحياة العملية، الإنسانية والاجتماعية، وأحببت الاعتماد على نفسي بالرغم من المساعدات التي كان من الممكن أن أحصل عليها من أهلي، ولكنهم احترموا ما بداخلي من إصرار على بناء ذاتي وثقتهم فيما سأقدمه من نجاحات بمجهودي وفكري.
ورغم تركيزها الآن على عالم التجميل، فإن عقلية المحامية تسيطر أحياناً على عمل ميرنا يونس، وتقول: هذه العقلية سيطرت في البداية، فالتخلص من التدقيق في جميع التفاصيل، وتحليل تصرفات من حولي لم يكونا سهلين خاصة في بداية عملي كصاحبة مؤسسة تجميلية كبيرة، وكنت دقيقة أكثر من اللازم مع الموظفات، وأركز في التفاصيل البسيطة التي لم أعد أعطيها هذا القدر من الاهتمام، فأنا أحب المحافظة والرقي في التعامل، وحريصة على أن أحتضن جميع موظفاتي ليشعرن بالاطمئنان.

La Sirene, a luxury hair and beauty salon
//
Lasirene Guest Care
Booking Desk
|
//
How can we help?